نظريات التعلم المعتمدة على الاتصال ودور التقنيات الحديثة في تطبيقها

نظريات التعلم المعتمدة على الاتصال ودور التقنيات الحديثة في تطبيقها

  نظريات التعلم المعتمدة على الاتصال ودور التقنيات الحديثة في تطبيقها مقدمة:

التعلم ضرورة للعديد من المواقف الحياتية ، وهو أساس لشرح العديد من جوانب السلوك البشري الطبيعي وغير الطبيعي ، حيث يعتبر وسيلة للفرد لاكتساب المعرفة والمهارات ، وتشكيل عاداته ومواقفه السلوكية ، وتحقيقه.  إنسانية.  بالتبعية ، لا يتقدم المجتمع البشري إلا من خلال التعلم ، وهو مقدار ما استفاد منه كل جيل من الجيل السابق وما يضيفه إلى المعرفة البشرية.

 

لقد تعددت نظريات التعلم واختلفت في تفسير عملية التعلم، ويرجع ذلك إلى طبيعتها المعقدة والمتشعبة، مما يجعل من الصعب على وجهة نظر واحدة إدراك عملية التعلم بكاملها، وتقديم إطار شامل لها، ويحتاج المصمم التعليمي إلى إجابات عن أسئلة متعددة حول خصائص المتعلمين، وكيفية تعلمهم، والشروط التي تيسر هذا التعلم وظروفه، والأساليب والإجراءات المناسبة لحدوث التعلم، وكيفية تقويمه، وهي أسئلة ضرورية لعملية التصميم، ونظريات التعليم والتعلم هي التي تجيب عنها. (عبدالعاطي،2016)

 

ارتبط التعلم الإلكتروني ارتباطًا وثيقًا بنظريات التعلم التي تهدف إلى الوصول إلى المبادئ والأساليب التي تحقق تعلمًا أفضل للفرد في المواقف المختلفة.  كما تهدف إلى مساعدة المتخصصين والباحثين في الميداني  التربوي على إيجاد أفضل الظروف للتعلم لتحقيق تعلم فعال.

  مصطلحات البحث:

  النظرية:

تُعرف بأنها مجموعة من القواعد والقوانين التي ترتبط بظاهرة ما، حيث ينتج عن ذلك مجموعة من المفاهيم والافتراضات والعمليات التي يتصل بعضها ببعض لتؤلف نظرة منظمة ومتكاملة حول تلك الظاهرة، ويُمكن أن تستخدم في تفسيرها والتنبؤ بها في المواقف المختلفة، فهي تشكل مجموعة من الافتراضات التي تتألف من البناءات المحددة لتوضح العلاقات المتداخلة بين العديد من المتغيرات ذات العلاقة بظاهرة معينة سعياً وراء تفسيره. (الزغول، 2009: ص26)

  نظريات التعلم:

إنها عبارات وصفية منطقية تهتم بفهم وتفسير ظاهرة التعلم والسلوك من وجهة نظرها الخاصة بها .  فالنظرية السلوكية ، كما هو الحال مع النظريات الأخرى ، تشرح التعلم بخصوصية علمية تختلف عن نظيراتها المعرفية والنفسية والفسيولوجية.  (حمدان ، 2017: ص 10)

وتعرف بأنها المحاولات المنظمة لتوليد المعرفة حول السلوك الإنساني وتنظيمها وتجميعها في أطر من الحقائق والمبادئ والقوانين بهدف تفسير الظاهرة السلوكية والتنبؤ بها وضبطها، حيث يكمن الهدف الأساسي لنظريات التعلم في فهم السلوك الإنساني من حيث كيفية تشكله وتحديد متغيراته وأسبابه، ومحاولة تفسير عمليات التغير والتعديل التي تطرأ على هذا السلوك بهدف صياغة مبادئ وقوانين عامة لضبطه وتوجيهه. (الزغول،2009: ص43)

الخصائص النظرية:

تكمن أهميتها في أنها تطلع بعدد من الوظائف حيال المعرفة الإنسانية، وتتمثل بالآتي: (الزغول ، 2009: ص 26-27)

تعمل على تجميع الحقائق والمفاهيم والمبادئ وترتيبها في بناء منظم منسق مما يجعل منها ذات معنى وقيمة.

تقدم توضيحا وتفسيرا لعدد من الظواهر والأحداث الطبيعية والإنسانية والكونية.

تساعد في التنبؤ بالعديد من الظواهر وتوقع حدوثها أو عدمها في ظل معطيات ومؤشرات معينة.

تساعد في التنبؤ بالعديد من الظواهر وتوقع حدوثها أو عدمها في ظل معطيات ومؤشرات معينة.

يساعد على توليد المعرفة ، من خلال توليد البحث التجريبي لاختيار صحة افتراضاته ومفاهيمها .

أولاً: النظرية السلوكية

نشأة ومفهوم النظرية السلوكية:

جون واطسون 1878- 1908 هو عالم نفس أمريكي والذي يعتبر أب السلوكية الحديثة، وقد حذا حذو بافلوف في تأكيده على أن السلوك الإنساني هو عملية أفعال شرطية منعكسة. وكان واطسون يعتقد أنه على علم النفس التوقف عن دراسة تفكير الناس وشعورهم وأن يبدأ في دراسة ما يفعله الناس. والعامل الأول المسؤول عن تشكيل السلوك في نظر واطسون هو

البيئة، وإذا أمكن السيطرة على بيئة الطفل فإنه يمكن هندسة الطفل وفقا لنمط الشخصية المرغوب. والعالم سکنر هو أكثر السلوكيين تأثيرا، وكانت أعماله طليعة معركة السلوكية في التربية، حيث شملت هذه الاعمال میادین تعديل السلوك والآلات التعليمية والتعليم المبرمج. (مرسي، 1985)

 

م إن توظيف النظرية السلوكية في التعليم والتعلم أثبت فاعليته في تطوير بعض المهارات وخاصة تلك التي يمكن تعلمها عن ظهر قلب من خلال التعزيز والممارسة والتكرار. لكن الدراسات أثبتت أن المهام التي تتطلب أساليب تفكير معقدة وعمليات عقلية عليا لا يمكن تعلمها بشكل جيد باستخدام المنهج السلوكي في التعليم وتحتاج المزيد من الفهم والمعرفة الكيفية مع إدراك وتحليل وفهم المتعلم لما يخوضه من تجارب تعليمية. (العييد، والشايع، 2018: ص 60-61)ميزات وعيوب النظرية السلوكية:

 

 أهم مبادئ النظرية السلوكية في تفسير التعلم:

وصف السلوك أو الأداء الذي يقوم به المتعلم، وتحديده، وتحليله، وتجزئته إلى عناصره الفرعية.

الاهتمام بتقديم كل المعلومات والمثيرات التعليمية في المحتوى التعليمي محدد البنية مسبقا، والتي يحصلها المتعلم لتحقيق هذا السلوك المرغوب، وتجزئتها إلى وحدات

وموضوعات منفصلة.

صياغة مثيرات المحتوى بطريقة متدرجة من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المعقد.

تقديم التعزيز المناسب لتدعيم السلوك المطلوب.

الاهتمام بعمليات تكرار السلوك، وذلك لتقوية الربط بين المثيرات والاستجابات.

الاهتمام فقط بتأثير الخبرات الماضية في التعلم دون الحاضرة.

الاهتمام بالدافعية الخارجيـة أو الداخليـة، وإشـباع الحاجـة؛ للحصـول عـلى الرضـا وتحقيـق الـتعلم المطلوب.

نظريات التعلم المعتمدة على الاتصال ودور التقنيات الحديثة في تطبيقها
نظريات التعلم المعتمدة على الاتصال ودور التقنيات الحديثة في تطبيقها

التعلم هو تغير في السلوك نتيجة للمعلومات التي يحصل عليها الفرد.

يتم تقويم التعلم على أساس أداء السلوك المحدد. (أبو خطوة، 2018: ص8-9)

دور التقنية الحديثة في تطبيق النظرية السلوكية:

لتطبيق التعليم الإلكتروني وفق النظرية السلوكية يمكننا تصميم المقررات الإلكترونية أو من خلال ترتيب فقرات محتوى المقرر الإلكتروني وصياغتها بطريقة متدرجة من الأسهل إلى الأصعب؛ لمساعدة المتعلم على إدراكها وفهمها واكتسابها، حيث يتم عرض كل عنصر من عناصر المقرر سواء نظريا أو إجرائيا باستخدام أمثلة إيجابية وسلبية؛ وذلك لتعزيز الفهم والادراك للمتعلم، يتبعها تدريبات عديدة لتمكين المتعلم من المعلومات والمهارات الجديدة، وضرورة تقديم التغذية الراجعة فور قيام المتعلم بالاستجابة لمساعدته وتوجيهه نحو تحسين الأداء، وإصدار الاستجابات السلوكية الصحيحة المطلوبة. (العييد والشايع، 2018: ص61)

ثانياً: النظرية المعرفية

نشأة ومفهوم النظرية المعرفية:

مؤسسها ومنظرها العالم النمساوي جان بياجيه، وتعتبر النظرية بصفة عامة وعاء مبنيا على العلم والتجربة، تمكن التربويين من فهم العديد من الظواهر التعليمية والنفسية، وهو ما يمكنهم أيضا من اختيار المسار الصحيح لتقديم المعرفة. (أكناو، 2017)

 

تركز النظريات المعرفية على العمليات العقلية التي تحدث أثناء التعلم، والتي تهدف إلى كيفية استقبال المعرفة من المدخلات الحسية: كالإحساس، والإدراك، والتخيل، والتذكر، والاستدعاء، والتفكير، وغيرها من العمليات الأخرى التي تشير إلى المراحل التي يمر بها الأداء العقلي أو تشير إلى المستويات العقلية لهذا الأداء. (ابو خطوة، 2018: ص 27)

 

وقد عرفها لالاند: بأنها دراسة المشاكل التي تطرحها العلاقة بين الذات والموضوع في فعل المعرفة، وقد حددها في صورتين أساسيتين وهما: صورة قديمة تبحث مدى تطابق تصور الأشخاص لما هو موجود بشكل مستقل عن هذه التصورات، والصورة الحديثة المعاصرة في البحث في طبيعة موضوع المعرفة المحدد ومعرفة قوانين هذه الطبيعة في تمرس الفكر والعلاقة بینهما. (فشار، 2019: ص504)

مميزات وعيوب النظرية المعرفية:

تتميز بأنها تزيد من استقلالية المتعلم وتطور من قدراته العقلية وترفع من سقف الاكتساب التعليمي المتوقع منه، ولكن ما يعيبه هو صعوبة توصيل بعض المعلومات والمعارف الجديدة التي لا يمتلك المتعلم حولها خبرات مماثلة، كما أنه يصعب على المعلم ملاحظة قدرة المتعلم على تخطي تمثيلاته الداخلية للواقع وفهم الواقع الحالي المفترض أنها تمثله. إضافة إلى أن الاتجاه المعرفي في التعلم يميل إلى تجاهل قدرات المتعلمين في التفكير الإبداعي. (العييد، والشايع، 2018: ص71)

وبهذا وصلنا الى ختام هذا النشاط عبر موقع هكذا