لماذا يتصرف الاذكياء  احيانا بمنتهى الغباء

لماذا يتصرف الاذكياء  احيانا بمنتهى الغباء

لماذا يتصرف الاذكياء  احيانا بمنتهى الغباء  هل أنت ذكي؟

في الغالب ستكون إجابتك بالإيجاب ، وحتى لو لم تعلنها صراحة ، فأنت تؤمن بها ضمنيًا.  أغلبنا يؤمن أنه أكثر ذكاءً من المتوسط ، رغم أن هذا مستحيل عمليا. هذا هو نحياز المصلحة الذاتية ، الذي  يعمل  عمل “الفلتر الوردي” ، ويخبرنا أننا

على ما يرام رغم أننا لسنا كذلك  دوما أهم حائط دفاع أمام مرض رؤية الذات والعالم على حقيقته البائسة أو “الاكتاب” كما تفضل أن  تسمية .

لكن دعنا نعود الى السؤال ذاتة ونضغطه أكثر :على أي أساس قررت أنك ذكي ؟

ربما تفكر الآن في مواقف تصرفت فيها بمهارة استثنائية أثارت  انبهار وحسد الآخرين ، أو علامات دراسية مرتفعة ، أو كلمات والديك باستمرار عن أن  “ابني / ابنتي أذكى طفل في الدنيا”  وربما تذكر لطالما كنت قادرا على أن

« تعمل حاجات مينتال من غير ورقة ولا قلم »   أو ستلقي في وجهي رقم “IQ”. ثلاثي الخانات كدليل غير قال ب للدحض على ألمعيتك الاستثنائية.

حسنٌ، سنفترض أنك أذكى من المتوسط، أو على الأقل تعرف شخصًا أقرب إلى العبقرية الاستثنائية، فهل تساءلت يومًا عن السبب الذي يجعل حتى أكثر الأشخاص ذكاءً يرتكبون أشد الأفعال غباءً في الحياة اليومية، ويرتبكون في ما قد يُعَد أبسط المواقف التي يتجاوزها أي طفل ببساطة؟

إجابة هذا السؤال لا تحتاج إلى اكثر من سطرين لكن هذا سينهي الموضوع قبل أن يبدأ وسيرفضه المحرر ويلقيه في وجهي طالبًا مني أن «أشوف شغلي كويس». لذا، دعنا نسأل أسئلة وجودية فلسفية مثل: كيف يمكن قياس الذكاء؟

لماذا يتصرف الاذكياء  احيانا بمنتهى الغباء
لماذا يتصرف الاذكياء  احيانا بمنتهى الغباء

هل طرق القياس تلك فعالة حقًّا؟

 ما الذكاء أساسًا؟

ثم سأبذل قصارى جهدي في أن أقنعك أن كل هذه التساؤلات والاستطرادات الطويلة كانت مهمة فعلًا للوصول إلى إجابة السؤال الرئيسي:

لماذا يرتكب الأذكياء أشد الأفعال غباءً

البداية كان عندما كلفت الحكومة عالم النفس «ألفريد بينيه» بإيجاد طريقة للتمييز بين مستويات مهارات الأطفال، بهدف وضع الأطفال الأقل مهارةً في مدارس خاصة تقدم لهم مزيدًا من الاهتمام الشخصي لتحسين مداركهم المتأخرة عن رفاقهم.

بينيه بدأ في تجهيز اختبار لمجموعة من المهارات فقاس استجابة الأطفال لتعليمات وأوامر معينة  وجعلهم يرتبون بعض الأشياء بطريقة محددة  وينسخون نمطًا بعينه، ويسمون بعض الأشياء.. إلخ. وأجرى هذا الاختبار على أعداد كبيرة من أطفال المدارس وبدأ في وضع المقاييس المعيارية للنتائج التي حصل عليها.

مثلًا، إن استطاع 70% من الأطفال في عمر الثامنة أن يتجاوزا اختبارات معينة، فالمفترض من طفل طبيعي في الثامنة أن يعرف كيف يفعل ذلك بسهولة. أما إذا استطاع طفل في السادسة أن يتجاوز اختبار طفل في الثامنة، يصير عمره العقلي ثمانية أعوام في حين أن عمره الفعلي لم يتجاوز ستة.

لاحقًا، أتى الألماني «ويليام ستيرن » ليطور أبحاث بينيه ويقدم إلى العالم المعادلة الأشهر:

(العمر العقلي ÷ العمر الفعلي) × 100 = نسبة الذكاء

لماذا يتصرف الاذكياء  احيانا بمنتهى الغباء

بهذا، تكون نسبة ذكاء الطفل ذي الستة أعوام الذي يبلغ عمره العقلي ثمانية تصل إلى 130، أي أنه ذو ذكاء استثنائي، أما لو كانت الحالية عكسية (العمر الفعلي = 8، والعمر العقلي = 6)، فنسبة ذكائه ستكون 75، وهو رقم قليل جدًّا ويحتاج إلى عناية وتدريب خاص لرفعه

وبهذا وصلنا ال ختام هذا النشاط  عبر موقع هكذا