كم مرة ذكرت الجنة في القرآن؟
كم مرة ذُكرت الجنة في القرآن؟ ومن الأمور التي يهتم بعض المسلمين بمعرفتها إثراء معرفتهم بالعلوم القرآنية وكلّ ما يتعلّق بكتاب الله الحكيم، والجدير بالذكر أنّ الجنّة من أكثر الكلمات تكرارًا هي ومشتقاتها في القرآن الكريم، لذا يهتمّ موقع هكذا
التعريف بالجنة
قبل كل شيء وقبل الخوض في بيان كم مرة ذكرت الجنة في القرآن الكريم لا بدّ من التعريف بالجنة، فالجنّة في الشريعة الإسلامية هي الجزاء الكبير والثواب العظيم الذي أعدّه الخالق سبحانه وتعالى لعباده الصالحين ومن أطاعه في الحياة الدنيا، والجدير بالذكر أنّ الجنّة هي بكاملها نعيمٌ لا تشوبها شائبة ولا يوجد فيها أيّ نقص، ولا يكون فيها تعكيرٌ لصفو أهلها، وفد جاء في الحديث القدسيّ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “قالَ اللَّهُ: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ“.
ويقول الله تعالى في سورة التوبة عن وصف الجنة: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَناتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وعلى ذلك فإنّ الفوز بالجنّة والنجاة من عذاب جهنّم هو الفلاح العظيم كما وصفه الخالق سبحانه وتعالى.
كم مرة ذكرت الجنة في القرآن
ذكرت الجنة في القرآن الكريم في ستٍّ وستّين مرّة، كم وردت مشتقاتها في عديد المرّات، فقد وردت كلمة جنّات في تسعٍ وستين مرّة، وسيتمّ فيما يأتي تقديم بعض الآيات التي وردت فيها كلمة الجنة من مختلف السور والأجزاء:
قال تعالى في سورة البقرة: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}.
قال تعالى في سورة آل عمران: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.
قال تعالى في سورة النساء: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}.
قال تعالى في سورة الأعراف: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا}.
قال تعالى في سورة التوبة: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.
قال تعالى في سورة هود: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}.
قال تعالى في سورة الرعد: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.
أسماء الجنة في القرآن الكريم
بعد الخوض في بيان كم مرة ذكرت الجنة في القرآن لا بدّ من ذكر أسماء الجنة التي وردت في الكتاب الحكيم، فقد وردت العديد من الأسماء للجنة في القـرآن الكريـم ونذكر منها ما يأتي:
الحسنى: وذلك ما قاله تعالى في سورة يونس: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى}.
دار السلام: كذلك قال تعالى في سورة الأنعام: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
جنات عدن: كما قال تعالى في سورة التوبة: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَناتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
جنات النعيم: قال تعالى في سورة يونس: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.
دار المتقين: قال تعالى في سورة النحل: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}.
جنات الفردوس: قال تعالى في سورة الكهف: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}.
جنة الخلد: كذلك قال تعالى في سورة الفرقان: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً}.
الغرفة: كذلك قال تعالى في سورة الفرقان: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً}.
دار المقامة: كما قال تعالى في سورة فاطر: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}.
دار القرار: كذلك وردت الجنة باسم دار القرار في سورة غافر، حيث قال تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}.
كم مرة ذُكرت الجنة في القرآن؟
طعام وشراب أهل الجنة
وأمّا عن طعام وشراب أهل الجنة فقد ورد أنّ فيها ممّا لذّ وطاب من الثمار واللحوم، وقد ورد في ذلك العديد من الآيات، ومنها:
قال تعالى في سورة الطور: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}.
كذلك جاء في سورة الواقعة قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}.[24]
وفي سورة المرسلات قال تعالى: {وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ}.
وفي سورة ص قال تعالى : {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ}.
وفي سورة محمد قال تعالى: {مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}.
شاهد أيضًا: من هو اول من يقرع باب الجنة
أعمال تُدخِل الجنة
كذلك الخوض في بيان كم مرة ذكرت الجنة في القرآن يدفعنا إلى ذكر الأعمال التي تُدخِل الجنة، ولعلّ جُلُّ الأعمال التي تدخل الجنة وتبعد المرء عن النار مجموعةٌ في الحديث الصحيح الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه، حينما سأل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن عملٍ يدخله الجنّة ويبعده عن النار : “لقد سألتَ عن عظيمٍ ، وإنه لَيسيرٌ على ما يسَّره اللهُ عليه . تعبدُ اللهَ ولا تشركُ به شيئًا ، وتقيمُ الصلاةَ ، وتؤتي الزكاةَ ، وتصومُ رمضانَ ، وتحجُّ البيتَ . . ثم قال : ألا أدُلُّك على أبوابِ الخيرِ ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : الصومُ جُنَّةٌ ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يطفئُ الماءُ النارَ ، وصلاةُ الرجلِ من جوفِ الليلِ . ثم تلا قولَه : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ( حتى بلغ ( يَعْمِلُونَ ( ، ثم قال : ألا أُخبرُك برأسِ الأمرِ وعمودِه وذروةُ سنامِه ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : رأسُ الأمرِ الإسلامُ ، وعمودُه الصلاةُ ، وذروةُ سنامِه الجهادُ . . ثم قال : ألا أُخبرُك بمِلاكِ ذلك كلِّه ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ قال : كُفَّ عليك هذا . . وأشار إلى لسانِه . قلتُ : يا نبيَّ اللهِ وإنا لمَؤاخَذون بما نتكلَّم به ؟ قال : ثَكِلَتْك أُمُّك ، وهل يَكبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم – أو قال : على مناخرِهم إلا حصائدُ أَلسنِتِهم ؟“.
وبهذا وصلنا الى ختام هذا المنشور كم مرة ذكرت الجنة في القرآن؟ عبر موقع هكذا