حكم هَجْر المغتاب
حكم هَجْر المغتاب س : لي صديق كثيرا ما يتحدث في أعراض الناس، وقد نصحته ولكن دون جدوى ويبدو أنها أصبحت عادة عنده، وأحيانا يكون كلامه في الناس عن حسن نية فهل يجوز هجره ؟
ج : الكلام في أعراض المسلمين بما يكرهون منكر عظيم ومن الغيب ة المحرمة بل من كبائر الذنوب ؛ لقول الله سبحانه: ( وَلَا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضًا أيحب أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَواب رحيم ) الحجوزات، من الآية: ۱۲ ولما روى مسلم في صحيحه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ :
ذكرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ :
أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَنَّهُ ))، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمِ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَحْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ؛ فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ :
هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ) (۲) ، قال العلامة ابن مفلح (۳) : إسناده صحيح قال: وخرّج أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً (( إِنْ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٌّ )) .
![حكم هَجْر المغتاب](https://haktha.com/wp-content/uploads/2022/12/IMG_20221211_010310-300x142.png)
والواجب عليك وعلى غيرك من المسلمين عدم مجالسة من يغتاب المسلمين، مع نصيحته والإنكار عليه ؛ لقول النبي ﷺ:
(مَنْ رَأَى منكم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرُهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ:
وذلك أَضْعَفُ الإِيمَانِ
(۲)، فإن لم يمتثل فاترك مجالسته؛ لأن ذلك من تمام الإنكار عليه .
أصلح الله حال المسلمين، ووفقهم لما فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة
وبهذا وصلنا الى ختام هذا النشاط عبر موقع هكذا