تفيسر جزء عم 6

تفيسر جزء عم 6

تفيسر جزء عم 6

«سورة الضحى»

المفردات:

(الضحى): ارتفاع الشمس وإنتشارها في الأفق، وهو وقت قوة النهار. (سجی): سكن. (عائلا): محتاجاً. (القلي): البغض والكراهة.

المعنى الإجمالي:

1- يقسم سبحانه وتعالى بالضحى، وهو وقت نشاط الناس، وبالليل إذا سجى، وهو وقت راحة الناس، على أنه تعالى ما ترك حبيبه وما ودعه توديع المسافر، وكذلك

ما أبغضه وكرهه، كيف وهو رسوله وخاتم أنبيائه عليه الصلاة والسلام.

٢- يقسم كذلك على أن الدار الآخرة خير للرسول صلى الله عليه وسلم من الدار الدنيا، أو المعنى أن آخر أمرك يا محمد خير لك من بدايته، حيث إن الناس سيدخلون في دين الله أفواجا.

٣- ويقسم كذلك على أنه تعالى سوف يعطيه من خير الدنيا وخير الآخرة حتى يرضى.

نعم الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

ذكرت السورة نعماً ثلاثاً هي أساس الخير وجماعه في هذه الحياة كلها، وهذه النعم:
1- (ألم يجدك يتيماً فآوى»: أي قد وجدك الله تعالى يتيما فآواك إلى كنفه، وهيأ لك من يكفلك في صغرك.
٢-« ووجدك ضالاً فهدى»: أي كنت حائرا تبحث عن الحق، ونشأت في قوم ضلال، فعصمك الله تعالى من الانحراف، وأكرمك الله بهذا الدين.

٣-« ووجدك عائلاً فأغنى»: أي كنت محتاجا فهيا الله لك أسباب اليسر، فأغناك النفس، وغنى مادياً فلم يحوجك إلى الناس

وهذه النعم تشمل أنواع الاستقرار النفسي في قوله تعالى: «يتيماً فآوى»، والاستقرار الفكري في قوله تعالى: «ضالاً فهدى»، والاستقرار الاقتصادي في قوله تعالى: «عائلاً فأغنى».

تفيسر جزء عم 6

شكر هذه النعم:

هذه النعم لابد من شكرها، والشكر يكون من جنس النعم التي أنعم بها سبحانه عليه، فشكر النعمة الأولى: أن تكرم اليتيم ولا تقهره، وشكر النعمة الثانية: أن تلين جانبك للسائل، وشكر النعمة الثالثة: أن تحدث بنعم الله، وأن تجود على غيرك مما أنعم الله به عليك. ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم امتثل لأمر الله، فقد كان دائما يقول: «أفلا أكون عبداً شكوراً»، وهذا توجيه للأمة كيف يشكرون نعم الله فاللهم اجعلنا من الشاكرين.

نشاط:

1- قم بتلاوة السور التي شرحت بعد الاستماع إلى تسجيل لتلاوة مرتلة.
۲- احفظ السور التي شرحت حفظاً جيداً.

«سورة الليل»

المفردات:

(يغشى): يخفي كل شيء ويستره. (إن سعيكم لشتى): عملكم في الحياة مختلف و متباين. (تردى): هلك. (تلظى): تتوقد. (يتزكي): يتطهر.

المعنى الإجمالي:

يقسم سبحانه وتعالى في هذه السورة بالليل حينما تغشى الكون ظلمته، وبالنهار إذا سطعت شمسه وانتشر ضوؤه، وبخلق الذكر والأنثى، وهذا دال على عظيم القدرة.

تفيسر جزء عم 6

جواب القسم قوله: (إن سعيكم لشتى) أي إن سعي الناس وعملهم مختلف

اختلافاً كبيراً، فهو خير وشر، حق وباطل، إيمان وكفر.

قسم الله تعالى بمخلوقاته:

لله تعالى أن يقسم بأي شيء من مخلوقاته، ليلفت النظر إلى العظمة : خلقها، فأقسم بالليل والنهار والخلق، وفي سورة أخرى بالضحى، وأقسم بالعصر، والشمس، والقمر، والفجر، إلى غيرها من المخلوقات.

أما الإنسان فلا يجوز له أن يقسم إلا بالله، فلا يجوز له أن يقسم بشيء من مخلوقات الله تعالى، ولا حتى بالأنبياء أو الرسل، أو الآباء والأجداد، أو الأشياء والرؤساء، فإن ذلك من الشرك.

أعمال الإنسان:

بينت السورة بعد ذلك أن الإنسان الذي يبذل وينفق ويقدم ما أكرمه الله به من خير، ويتقي ربه ويخشاه، ويجتنب نواهيه، ويصدق بالإيمان، فإن الله تعالى سوف يعينه ويوفقه للحالة التي توصله للخير.

وأما الإنسان الذي يبخل ويستغني عن ثواب الله، ويكذب بالإيمان فيهيئه الله إلى حالة الاضطراب والألم في الدين، ولن يغني عنه ماله يوم القيامة أبداً.

ثم بين سبحانه نتيجتين رئيستين هما:

أ ـ أن الله تعالى لا يظلم أحداً، فقد تكفل بهداية الناس عن طريق إرسال الرسل.

ـ أنه تعالى المتصرف بالكون، فلا تغرن أحداً نفسه بأنه لن يقدر عليه أحد.

ثم تنذر السورة الناس، وتخوفهم لكي يقلعوا عن غيهم، تخوفهم بالنار التي تتوقد، والتي لا يصلاها إلا الأشقى، أما الأتقى فإن الله تعالى سوف يجنبه النار بسبب تقواه وتطهيره لنفسه.

تفيسر جزء عم 6

تفيسر جزء عم 6
تفيسر جزء عم 6

«سورة الشمس»

المفردات:

( ضحاها): ضوؤها إذا سطح. (تلاها): جاء بعدها (جلاها): كشفها وأظهرها. (طحاها): مهدها وبسطها وجعلها صالحة للحياة. (دساها): دنسها بارتكاب الذنوب. (بطغواها): طغيانها الشديد، (فدمدم عليهم): أهلكهم.

المعنى الإجمالي:

يقسم سبحانه وتعالى في هذه السورة بالشمس وضحاها، أي: ضوئها الساطع، وبالقمر إذا تبع الشمس وجاء بعدها، وبالنهار لأنه هو الذي يجلي الشمس وبالليل الذي يغطي الشمس، وبالسماء والخالق العظيم الذي بناها وأحكمها، وبالأرض التي بسطها وجعلها صالحة للحياة، وبالنفس الإنسانية التي جعل فيها استعداداً للخير والشر.

النفس الإنسانية:

يبين سبحانه وتعالى في هذه السورة الكريمة أنه ألهم كل نفس الفجور والتقوى، ومنح الإنسان القدرة على تمييز الرشد من الغي، والهدى من الضلال، ولا شك أن من طهر نفسه من الفجور والضلال، له الفوز والربح والنجاة من النار، أما من حال بين نفسه وبين الخير، واتبع طريق الضلال فقد خاب وخسر

وهذه الأقسام جوابها محذوف تقديره لتبعثن أيها الناس وتحاسبن ويجزى كل
بعمله.

مصير قوم ثمود:

ثم ذكرت السورة نموذجا من النماذج المعروفة عند أهل مكة لينز جروا عن الشر، فحدثتهم عن قصة ثمود، قوم صالح، الذين كذبوا بيهم، لقد بعث الله لهم

معجزة وهي الناقة، ولكن أشقاهم وهو قدار بن سالف قتلها ومقرها، فأطبق الله تعالى عليهم العذاب بسبب جرهم.

(فسواها) أي: سوى القبيلة بالأرض، حيث أحالتهم الصيحة، فلم يفلت منهم
أحد.

«سورة البلد»

المفردات

(لا أقسم): لا، جاءت هنا لتأكيد القسم، أي: أقسم قسماً مؤكداً، وأصلها لأقسم أشعت الفتحة بالمد، (البلد): مكة المكرمة، (في كبد): في مشقة وتعب ومعاناة. (لبدا): أنفقت مالا كثيرا. (النجدين): الطريقين، طريق الخير وطريق الشر. (مسغبة): مجاعة. (متربة): فقر شديد.

المعنى الإجمالي:

۱ـ يقسم سبحانه وتعالى بمكة المكرمة، البلد العظيم الذي لا يجوز فيه الاعتداء على أحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حال وساكن فيها.

ويقسم كذلك بكل والد وبكل ولد، على أنه تعالى خلق الإنسان من خلال المشقة والتعب والمعاناة وهي التي يلقاها الآباء والأمهات في الحمل بالأولاد وتربيتهم.

٢- بيين سبحانه وتعالى أنه على الرغم من أن حياة الإنسان في مكابدة إلا أنه يعرض عن الحق، فيقول سبحانه:

أيظن هذا الإنسان أنه لن يقدر عليه أحد، وهو يتبجح ويعاند الحق ويقول لقد أهلكت مالا كثيرا، وهل يظن هذا الإنسان أن الله تعالى غير مطلع عليه.

نعم الله على الإنسان

۳. بذكر السورة الكريمة ما أنعم الله تعالى به على هذا الإنسان ماه مرجع عن مهر في هذه النعم أنه جعل له ميان به بهما، ولسانا بطل به، وان ما على التعلل، ومن هذه النعم أنه تعالى بين له طريقي الخير والشر، البتيع طريق المر
ويتجنب طريق الشر.

الطاعات التي تقرب إلى الله:

ومع كل هذه النعم على الإنسان ، فإنه لم يجاهد نفسه،(فلا اقتحم العقبة) ولم يتغلب على شهواته، فهو لم يفعل أنواع الطاعات التي منها، عتق العبيد وهذا يبين عناية الإسلام بحرية الإنسان، ولم يطعم قريبه اليتيم، أو المسكين شديد
الحاجة، ومنها كذلك الإيمان، إذ لا يقبل عمل بدون إيمان، ومنها كذلك التواصي
بأن يوصي الناس بعضهم بالصبر والتراحم .

فمن فعل تلك الطاعات فهو من أصحاب الميمنة يأخذ كتابه بيمينه، أما من لم يفعلها فهو من أصحاب الشمال، وهم الذين جروا الشؤم على أنفسهم، نسأله تعالى أن يجعلنا من أصحاب الميمنة.

وبهذا وصلنا ال ختام هذا النشاط  تفسير جز عم 6  عبر   موقع هكذا