تفسير جز عم10

تفسير جز عم10

تفسير جز عم10 «سورة الانفطار»
المفردات:

(إنفطرت)؛ تشققت وتصدعت. (انتثرت): تحطمت وتفرقت أجزاؤها. (فجرت): تشققت جوانبها وزالت الحواجز من بينها. (غرك): خدعك. (سواك): جعل أعضاءك سوية.

المعنى الإجمالي:

1- تتحدث السورة الكريمة عن مقدمات يوم القيامة، فتبين ما يحدث من تغيير للسماء والكواكب والبحار التي تتفجر، والقبور التي تتبعثر بما فيها ويصير باطنها ظاهراً… وإذا حدث كل هذا تعلم كل نفس ما قدمت من خير وشر، وما أخرت أي: ما لم تعمله مما كان عليها أن تعمله من الخير.

٢- تذكر السورة الإنسان الذي خدع فتجرأ على ربه، ما الذي خدعه وغره مع أن الله تعالى خلقه في صورة جميلة معتدلة، سوية.
٣- تذكر السورة مصير الابرار ومصير الفجار، فالبار هو التقي النقي هانيء بنعيم الجنة، والفاجر هو الذي اتبع هواه وشق عصا الطاعة، مصيره نار جهنم.

٤- ثم يبين سبحانه هول ذلك اليوم، الذي لا يعلم حقيقته إلا الله، وفي هذا اليوم لا يغني أحد عن أحد، ولا يجزي فيه والد عن ولده، والأمر فيه لله وحده.

«سورة التكوير»

المفردات:

(إذا الشمس كورت): ذهب نورها. (إذا النجوم انكدرت): تساقطت. (وإذا الجبال سيرت): زالت عن أماكنها. (وإذا العشار عطلت): العشار: النوق الحوامل
أهملت وتركت، وقد كان العرب يتفاخرون بها. (وإذا الوحوش حشرت): جمعت أماكنها، ذاهلة، كسائر الخلق، من هول يوم القيامة. (وإذا البحار سجرت): أوقدت. (وإذا النفوس زوجت): أي: اقترنت مع عملها، أو ردت إليها أرواحها.

(وإذا الموؤدة سئلت)، الوأد: دفن الطفلة حية. (وإذا الصحف نشرت) أي: بسطت بعد أن كانت مطوية. (وإذا السماء كشطت) أي: أزيلت بعد أن تفطرت وتشققت. (وإذا الجحيم سعرت) أوقدت نارها. (وإذا الجنة أزلفت): دنت وقربت. (الخنس): الكواكب تخنس، أي: تغيب في النهار. (وما هو على الغيب بضنين): ليس يمتهم على الغيب، أي: الوحي الذي أمر بتبليغه.

المعنى الإجمالي:

1- الوأد:

كان الرجل في الجاهلية إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها ألبسها جبة من صوف أو شعر، ترعى له الإبل والغنم في البادية، وإن أراد قتلها حفر لها حفرة
وهال عليها التراب.

تفسير جز عم10

ولم تقتصر جريمة الوأد على الرجل، بل إن المرأة نفسها، كانت تند ابنتها أحياناً، فإذا حانت ولادتها حفرت حفرة، فإذا ولدت بنتاً رمت بها في الحفرة، وإن ولدت ابناً احتفظت به وأبقته.

كانوا يفعلون ذلك خشية من العار، إذ أنه إذا أغار عليهم العدو، سبيت

نساؤهم، وقد يكون دافع الوأد خشية الفقر في سنين الجدب، وذلك لأن الذكر
يمكن أن يعمل للكسب، لكن الأنثى تظل عالة على أهلها.

تفيسر جزء عم10
تفيسر جزء عم 10

وقد حرم سبحانه وتعالى هذا القتل، قال: «ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق» [الإسراء: 31] وقال ناعياً على المشركين: «وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون﴾ [النحل: ٥٨ – ٥٩]، وذلك أنهم فشا فيهم كراهيتهم للبنات، حتى المرأة تخشى أن تلد أنثى خشية من

زوجها.

تفسير جز عم10

وقد جعل سبحانه هنا مسألة الوأد موضوعاً من موضوعات الحساب يوم القيامة، فإن الموءودة سوف تسأل، عن سبب وأدها لتقريع وائدها إذ لم تقترف إثماً لصغرها. لقد أعطى الإسلام البشرية كرامتها، للذكر والأنثى، فقد رفعها . أي النفس البشرية – إلى المكان اللائق بها، ومن كرامتها أنه لا ينبغي ) عليها، فإن قتلها بغير حق يعد ظلماً لها، قال تعالى: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾ [الأنعام: 151]. الاعتداء

٢ـ الوحي:

هذا هو الموضوع الثاني الذي تحدثت فيه السورة الكريمة، فيقسم سبحانه بالخنس الجوار الكنس»: النجوم التي تختفي في النهار وتجري مسرعة بإذن ربها وتكنس؛ أي تستتر وتختفي، ويقسم بـ «الليل إذا عسعس»: بمعنى أدبر، وبالصبح إذا أشرق ودبت فيه الحياة، على أن القرآن هو من الوحي الذي نزل به جبريل عليه السلام، وقد وصفت السورة جبريل بعدة أوصاف، فهو كريم، شديد القوة والبطش، ذو مكانة عظيمة عند الله، وهو مطاع من قبل الملائكة، وهو أمين على تبليغ الرسالة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

۳- اتهامات العرب للنبي صلى الله عليه وسلم:

اتهم العرب النبي صلى الله عليه وسلم تهما كاذية، فقالوا إنه مجنون وساحر وشاعر، ولذلك فإن الله تعالى ينفي عنه هذه التهم، فهو ليس مجنونا، فقد رأى جبريل على صورته الحقيقية التي لا يستطيع أحد من البشر رؤيته عليها.

والنبي الذي اتهمتوه بالجنون أمين على شرع الله، لم يبخل بشيء مما أوحاه الله إليه، وهذا القرآن هو كلام الله، ولكن الشيطان الرجيم يوسوس لكم لتقولوا هذا القرآن زوراً، ولذلك توبخهم السورة، بأنهم ليس لهم حجة فيما يقولون، وإنما هي شبهات يلقيها الشيطان، وهذا القرآن ما هو إلا ذكر لمن أراد الاستقامة والهداية.

وتختم السورة بوعيد للمشركين بأنهم لن يستطيعوا طمس دعوة الحق، ولا النيل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أو كتابه الكريم.

«سورة عبس»

في هذه السورة توجيه للمسلمين إلى المثل العليا، وتذكير بعظمة القرآن، وبيان

قدر الملائكة.

قصة ابن أم مكتوم :

أتى ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكان كفيف البصر . ليتعلم، وكان عند الرسول صلى الله عليه وسلم زعماء قريش يدعوهم إلى الإسلام، ويرجو أن يكون في إيمانهم خير للإسلام ومصلحة للمسلمين المستضعفين. وخاطب ابن أم مكتوم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: علمني يا رسول الله، وألح في طلبه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ظل متوجهاً نحو أولئك النفر، وهو عابس أي مقطب وجهه ومعرض عن ابن أم مكتوم، مقبلاً على زعماء قريش لما يرجوه من إسلامهم.

في هذه الآيات برهان ساطع على أن هذا القرآن من عند الله، فلو كان من تاليف النبي صلى الله عليه وسلم لما وجه لنفسه هذا العتاب القاسي، وقد عاتبه سبحانه وتعالى، لأنه مطالب بتأليف قلوب الناس، وهكذا ينبغي أن يكون الداعية المسلم يتألف قلوب الناس، ويحرص على تعليم من يجد عنده الرغبة في العلم، فيقول سبحانه: ما يدريك أيتحقق هذا الخير الكبير؟ فيتطهر هذا الرجل الأعمى الفقير الذي جاءك راغباً فيما عندك من الخير؟ ما يدريك أن يشرق هذا القلب بقيس من نور الله؟ فكيف تتركه وتشتغل بمن أظهر الاستغناء عنك وعن دينك وعما عندك من الهدى والخير والنور والطهارة؟ وما يضرك يا محمد أن يظل في رجسه ودنـسه؟

 

إن الميزان الصحيح الذي يجب أن يوزن به الناس هو ميزان الإيمان والتجاوب مع دعوة الحق. وقد انفعلت نفس النبي صلى الله عليه وسلم لهذا التوجيه والعتاب، فكان كلما لقي ابن أم مكتوم يهش له ويرعاه ويقول له: «أهلا بمن عاتبني فيه ربي).

التنويه بشأن القرآن العظيم:

ثم بينت السورة الكريمة عظيم شأن القرآن وعلو منزلته، ورفعة مكانته، وقدس مصدره، وطهارته، فهو كما قال سبحانه: «في صحف مكرمة» معظمة مشرفة في غاية من الرفعة والعلو، مطهرة من كل عيب وخلل، وهي بأيدي الملائكة المقربين، يحفظون هذه الآيات حتى يبلغونها إلى الأنبياء وهم كرام بررة؛ أي مطيعون دائماً لأمر الله تعالى وقد وردت هذه الصفة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: والذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» (متفق عليه من حديث عائشة، أخرجه البخاري: ٤٩٣٧، کتاب التفسير. ومسلم: ۷۹۸، کتاب صلاة المسافرين).

التعجب من حال الإنسان:

ثم عجبت السورة من شأن الإنسان الذي لم يؤمن بآيات الله، فما أشد كفره بخالقه مع وضوح الآيات، فلم هذا الكفران؟ ألا يعلم هذا الإنسان منشأه؟ إنه خلق

من نطفة من ماء مهين حقير، ثم إن الله هداه بعد خلقه، وبين له ما فيه صلاحه وفساده، ثم بعد أن انتهى أجله الذي قدره له، جعله في قبر يدفن فيه، «ثم أمانه فأقبره» ثم إنه تعالى الذي خلقه أولاً من النطفة سيبعثه بعد الموت .
وقد قال تعالى هنا: «ثم إذا شاء أنشره، وفي هذا رد الشبهة هؤلاء المشركين الذين كانوا يتعجلون بطلب البعث، إذ أعلمهم سبحانه أن هذا الأمر يكون عندما يشاء هو
، وليس وقت يشاءون هم، فهو أمر موكول إلى حكمة الله.

ولكن مع كل هذه الدلائل التي تدل على قدرة الله تعالى، فإن هذا الإنسان لا زال معرضاً عن أوامر ربه.

ولذلك تذكره السورة ببعض نعم الله عليه.
نعم الله تعالى على الإنسان:

تذكر السورة بعدد من نعم الله، فقد هيأ له الطعام بإنزال الماء الغزير من السماء، وأخرج النبات على اختلاف أنواعه مما يأكله الإنسان أو الحيوان. فمنه الحب، كالقمح، والقضب وهو ما ينبت من البقول. (والأب): هو الكلأ الذي ترعاه الأنعام.
وهذا كله دليل على البعث يوم القيامة، فالذي خلق كل ذلك، وخلق هذا الإنسان، قادر على أن يبعثه يوم القيامة.

أحوال الناس يوم القيامة:

تفسير جز عم10

وإذا كانت هذه نعم الله، فحري بكم أيها الناس أن تؤمنوا به، وأن تعدوا أنفسكم للصاخة التي تصخ الأسماع وتزلزلها، وفي هذا اليوم تبدل الأمور كلها، حيث يفر الإنسان من أقرب الناس إليه، من وأمه وأبيه وامرأته وأولاده، ولكن لماذا؟

لأن لكل إنسان شأناً يشغله عن كل شيء،

والناس في ذلك اليوم صنفان:

صنف وجوههم مسفرة مشرقة مسرورة نضرة، وصنف وجوههم مغبرة لكثرة همها وكربها، وتعلوها ظلمة وسواد، وأولئك هم الكفرة الفجرة. تفسير جز عم10
نسأل الله أن يقينا شر النار. تالمات

وبهذا وصلنا الى ختام النشاط ونتمنا ان نكون قد اوفينا بموضوع تفسير جزء عم 10عبر موقع هكذا