تفسير جزء عم 8

تفسير جزء عم 8

 تفسير جزء عم 8 «سورة الغاشية»

المفردات:

(الغاشية): الساعة، سميت كذلك لأنها تغشى أي: تغطي وتعم الناس بأهوالها. (خاشعة): ذليلة خاضعة. (ناصبة): متعبة مجهدة. (آنية): شديدة الحرارة. (ضريع): نبات ذو شوك. (نمارق): هي الوسائد التي يتكأ عليها. (زرابي): البسط الفخمة.

المعنى الإجمالي:

يقول سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم هل أتاك خبر ذلك اليوم وتلك الساعة؟، إن كنت عرفت شيئا عنها فسنزيدك من أخبارها. إنها تغشى الناس فيذهلون عن كل شيء، والناس فيها فريقان: أشقياء وسعداء.

حديث السورة عن العصاة:

بهم، بدأت السورة الحديث عن الأشقياء، لأن المقصود تحذير المشركين مما سيحل بهم فصفات هؤلاء أن وجوههم يوم القيامة ذليلة تعلوها الكآبة والمهانة، ومن صفاتها العمل الشاق المضني الذي يتمثل في حمل الأغلال والأصفاد، والطواف بين جهنم وبين عيون الماء الحامية وما ذلك إلا لأنهم امتنعوا عن العمل الصالح في الدنيا.

وسوف تصلى هذه الوجوه نارا حامية، وشرابهم من عين حامية بلغت الغابة في شدة الحرارة، وطعامهم نبات ذو شوك فيه الحرارة والمرارة، وسوء المنظر، وقبع الرائحة، وهذا الطعام لا يذهب ألم الجوع، ولا يكسب الجسم القوة والسمن.

 

تفيسر جزء عم 8
تفيسر جزء عم 8

جزاء المؤمنين:

تبين لنا السورة كذلك صفات المؤمنين يوم القيامة لترغب الناس في أن يكونوا منهم، فوجوههم يظهر عليها السرور والحبور وآثار النعيم بما أكرمهم الله به، جزاء سعيهم الحسن في الدنيا، فأعطاها الله الجنة المرتفعة في مكانها ومكانتها، لا تسمع فيها لغواً وهو ما لا فائدة ولا خير فيه، وفي هذه الجنة عين جارية، وفيها سرر مرفوعة يتنعمون عليها، وأكواب موضوعة، ووسائد يتكئون عليها، وبسط فخمة منتشرة في كل مكان.

لفت الأنظار إلى مخلوقات الله:

بعد أن ذكر الله جزاء الفريقين، وجه العقول والأنظار إلى آثار قدرته وعظيم نعمه موبخاً أولئك الذين لا يعتبرون. فقد وجهت السورة النظر إلى الإبل، التي خصها بالذكر لما فيها من بديع الصنعة ومن عجائب الخلق، والعرب يرون الإبل في حياتهم، ولكنهم لا يتفكرون بها. ولذلك تلفت السورة أنظارهم إليها. فالإبل أموالهم ورواحلهم، ومنها عيشهم ولباسهم، ونسج بيوتهم، وهي حمالة أثقالهم،
. وقد خلقها الله خلقاً عجيباً بقوة قوائمها، ويسر بروكها ليسهل حمل الأمتعة عليها، وجعل أعناقها طويلة ليمكنها النهوض بما عليها من الأثقال بعد تحميلها أو بعد استراحتها في المنازل والمبارك، وزودها بما يمكنها من اختزان الطعام والماء بحيث تصبر على الجوع والعطش وقطع المسافات البعيدة.،

ثم دعت السورة إلى التدبر في عظيم خلق السماء وما فيها، والجبال المنتصبة، رفعها سبحانه ولكنها مع ارتفاعها ثابته راسخة لا تميل.

والسهول المنبسطة الفسيحة، فيها مرعاهم ومفترشهم، وقد سطحها الله أي: جعلها صالحة للمشي والجلوس وسائر أنواع الانتفاع.

وهذه الأمور كلها دلائل على وحدانية الله تعالى. وإذا كانت هذه آثار قدرة الله، وإذا كان هؤلاء الكافرون يصرون على إعراضهم، فدم يا محمد على تذكيرهم بالحق، ولا تحزن يا محمد لعدم إيمانهم، فإنما أنت مذكر، وحسابهم على الله وحده.

تفسير جزء عم 8

نشاط:

1- قم بتلاوة السور من سورة الشمس إلى الغاشية تلاوة جيدة واستعن بشريط تسجيل ثم قم بحفظ السور بعد ذلك.

۲۔ خصص وقتاً للتلاوة في المنزل واستعن به على إتقان حفظ السور ومراجعتها من خلال قراءتك لها في صلاتك.

«سورة الأعلى»

المفردات:

(التسبيح): تنزيه الله عن كل ما لا يليق به. (غثاء): جافاً يابساً. (أحوى): أسود اللون. والمقصود أن المراعي الخضراء

تصبح هشة يابسة بعد أن كانت خضراء يانعة.

المعنى الإجمالي: تتحدث السورة الكريمة عن خلق الله تعالى وإبداعه المخلوقاته، وقد جعل سبحانه لكل شيء قدراً معلوماً حسبما تقتضيه حكمته سبحانه، فكل شيء قدر له ما

يلائم طبيعته، وهدى كل المخلوقات وأرشدها إلى ما فيه صلاحها، وهذه آية عظيمة تدعو الإنسان إلى التفكير في ملكوت الله ومخلوقاته من أصغر ذرة، فالطيور

والأسماك والحيوانات بل النبات، كل أولئك ألهمت ما فيه قوامها وصلاحها، ويقاؤها الأجل الذي أقت لها، فالسمك يعيش في الحر شهورا ثم يرجع إلى موطنه، والعين كذلك والنسل والنحل.

ومن آثار قدرته تعالى أنه، أخرج نباتا صالحاً لأن ترعاه الحيوانات، وصيره
ياسا بعد أن كان رطباء وأسود بعد أن كان أخضر.

رعاية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:

تفسير جزء عم 8

بينت السورة بعض النعم التي أنعمها الله تعالى بها على نبيه صلى الله عليه وسلم منها أن الله تعالى سيقرئ نبيه عليه الصلاة والسلام، وقد تكفل له بحفظ ما يقرئه، وقد أكد له تعالى، عدم نسيانه ما يقرأ يقوله: «إلا ما شاءالله، وهذه رحمة
من الله وعمله التحيط بالسر والعلن

وإذا كانت هذه نعم الله عليك يامحمد، فدم على تذكيرك الناس بشرائع ربك التي لا يصلح الناس إلا بها، وهكذا كان دأب الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يكف عن دعوة الناس وتذكيرهم حتى آخر لحظة من حياته.

مصير الكافرين ومصير المؤمنين:

بين سبحانه أن هذه الذكرى لن ينتفع بها إلا من يخشى الله تعالى، والخشية.: خوف مع تعظيم، أما الذي لا ينتفع بها فهو الأشقى الذي ختم على قلبه، فكان جزاوه جهنم يصلاها مخلداً فيها، فلا يموت فيستريح ولا هو حي حياة تسره وتريحه.

والذين التفعوا بالذكرى مصيرهم الفلاح والفوز بالجنة، لأنهم تطهروا من الأدوات والمعاصي، وتغلبوا على وساوس الشيطان، وجعلوا صلاتهم مرضاة الله. ثم وبخت السورة اولئك الذين الحياة الدنيا الفانية وما ذكره تعالى من فلاح من تزكى من الحقائق التي اوحاها الله الى الانبياء عليهم الصلاة والسلام من قبل، في كتبهم مثل صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام.

«تفسير جزء عم 8

سورة الطارق

المفردات:

(الطارق): النجم الذي يسطع نوره في الليل، والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقاً. (ماء دافق): المني. (الصلب): فقار الظهر في الرجل. (الترائب): عظام الصدر. والمقصود صدر المرأة، وأن الإنسان يتكون من التقاء الرجل والمرأة.

المعنى الإجمالي:

۱۔ حفظ الله للإنسان: يقسم الله سبحانه بالنجم الذي يهتدي به الناس في مسيرهم، على أن كل نفس عليها حافظ، من الملائكة الذين يسجلون على الناس أقوالهم وأفعالهم، قال تعالى: «وإن عليكم لحافظين كراماً كاتين [الانفطار:[١١،١٠]

تفسير جزء عم 8

٢- قدرة الله في خلق الإنسان: ذكرت السورة الإنسان بعظيم قدرة الله وكبير فضله، فقد خلقه سبحانه من ماء الرجل الذي يخرج من صلبه ومما يخرج من ترائب المرأة.

والذي خلق هذا الإنسان من ذلك قادر على أن يبعثه ليجازيه على أعماله في يوم تنكشف فيه الأستار، وتظهر فيه الأسرار، وفي هذا اليوم ليس للإنسان مايحتمي به، وليس له ما ينصره، فالقوة لله وحده.

3- ثم يقسم سبحانه وتعالى بالسماء ذات الغيث، الذي ينزل ليخرج النبات من الأرض، على أن هذا القرآن حق لا باطل فيه، وجد لا هزل فيه… وتبين السورة

أن الكافرين يكيدون ويلحقون الضرر بالآخرين بطريق الخفاء، ويكيدون ليكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يستدرجهم سبحانه ويأخذهم بغتة، ولذلك لا تستعجل يا محمد في عذاب أولئك فإن ن نصر الله قريب.

وبهذا وصلنا الى ختام هذا النشاط تفسير جزء عم ٨ عبر  موقع هكذا