تفسير جزء عم 7

تفسير جزء عم 7

تفسير جزء عم 7

«سورة الفجر»

المفردات:

( الفجر): ظهور الضوء عند انشقاق ظلمة الليل، وهو الوقت الذي ينتشر به النور، وفي ذلك من الأنس والراحة ما تطمئن له النفوس وتستريح له الأفئدة.

(وليال عشر): اختلف فيها المفسرون، والذي نراه أنها ليال كائنة في كل شهر، وهي الليالي التي يكون فيها القمر أكثر إشراقاً وأسطع نوراً، لتتناسب مع الفجر، وذلك لأن السورة نزلت إبان استضعاف المشركين للمسلمين، فجاءت

السورة بشارة للمسلمين بأن الظلمة لا تدوم، فأقسم بالفجر الذي تنشق عنه الظلمة، وبالليالي العشر التي يسطع فيها القمر، وغالبا ما تكون هذه الليالي في الثلث الثاني من الشهر القمري.

(والشفع والوتر): يمكن أن يكون الشفع: المخلوقات كلها، والوتر: هو الله، أو الشفع: الشهر إذا كان ثلاثين يوماً، والوتر: إذا كان تسعاً وعشرين.

(والليل إذا يسر): إذا يسري فيه الساري. (هل في ذلك قسم لذي حجر):
الحجر العقل، سمي كذلك لأنه يحجر صاحبه ويمنعه من الانزلاق في الرذائل.

تفيسر جزء عم 7
تفيسر جزء عم 7

المعنى الإجمالي:
حديث القرآن عن الأمم السابقة:

1- يقسم الله تعالى أن الضالين سيعذبون عذاب عاد وثمود وفرعون، وهي أمم كان العرب في الجاهلية يعرفونها، ويعرفون الكثير من أخبارها، فعاد وثمود عرب مثلهم، وفرعون طاغية مصر، وأمره معروف للعرب كذلك

يذكر سبحانه قبيلة عاد، وهي إحدى القبائل العربية البائدة، ومساكنهم الأحقاف في اليمن قرب حضرموت، وقد مكنها الله تعالى من أسباب القوة وأعطاها من أنواع النعيم. قال تعالى: «أتبنون بكل ريع آية تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. وإذا بطشتم بطشتم جبارين. فاتقوا الله وأطيعون [الشعراء: ۱۲۸ – ۱۳۱]
أما قبيلة ثمود فقد جابوا الصخر بالواد، كانوا يقطعون الصخر فيجعلون منه بيوتا، قال تعالى عنهم: « وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين﴾ [الشعراء: ١٤٩].

أما فرعون، فقد قال عنه سبحانه: «وفرعون ذي الأوتاد»، وقد يقصد بالأوتاد: الجنود. هذه هي النعم التي أنعم الله بها على هذه الأقوام، ولكن كيف

قابلوا تلك النعمة؟ لقد أسرفوا وتجاوزوا الحد في المعصية والفسق والظلم والطغيان، والطغيان آفة اجتماعية ينشأ منها الفساد الذي يكون سبباً من أسباب إهلاك الله تعالى الأمم.

تفسير جزء عم 7

ولذلك كان لا بد أن ينالوا جزاءهم فقال: «فصب عليهم ربك سوط عذاب» والصب: الإفراغ، وهو يدل على الكثرة، والسوط: آلة من الجلد القوي، وهي تدل على الشدة، فالعذاب الذي أخذوا به كان كثيراً من جهة، وشديداً من جهة، وهذا درس ينبغي أن تعتبر منه قريش، لأن الله تعالى مطلع على كل شيء، لا يفوته شيء من أعمال الظالمين ولا تخفى عليه خافية.

٢- بعد أن بين سبحانه وتعالى شأناً من شؤونه، وهو إهلاك الظالمين، بين حال الإنسان الذي ابتلاه ربه بالخير والشر، فإذا ابتلاه بالخير وهيا له أسباب الغنى ظن أن ذلك إكرام من الله وتفضيل له على غيره فيطغى ويتكبر ويتجبر، وإذا ابتلاه بالفقر، وضيق عليه ظن أن ذلك دليل سخط الله عليه فييأس، ولذلك يبين لهم سبحانه أن ذلك إنما هو تابع لحكمة الله تعالى وليس له دخل بالإيمان والكفر.

٣- ثم بينت السورة كثيراً من الأخطار التي يقع فيها هؤلاء فمنها: عدم إكرام اليتيم والمحافظة على شعوره، وعدم إطعام المسكين وقضاء حوائجه ومواساته، ثم أكل الإرث وعدم تفريقه لأصحابه، ثم الرذيلة الأخيرة التي هي أصل الرذائل هي: حبهم للمال حباً كثيراً.

جزاء العصاة وجزاء المؤمنين:

٤- تتحدث السورة بعد ذلك عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، ففي ذلك اليوم تسوى الأرض بما عليها، وتصطف الملائكة صفوفاً صفوفا حسب فضلهم ومنازلهم، وتحضر جهنم ليراها الناس بأعينهم. وعند ذلك فقط سيتذكر الإنسان ما فرط منه وما قدمت يداه، ولكن الذكرى لن تنفعه، ويتمنى أن يكون قد قدم شيئا في حياته، ولكن التمني لن ينفعه، فلن يلقي إلا جزاءه.

وفي هذا اليوم لا يعذب أحد مثل عذاب هذا الإنسان الكافر، فسوف يشد ويربط بالسلاسل والأغلال.

أما المؤمن الذي اطمأنت نفسه بما عند الله تعالى، فيقال لروحه يوم القيامة: ارجعي إلى ثواب ربك وما أعد لك من خير، راضية بجزائك، مرضيا عنك، فادخلي في زمرة الذين رضى الله تعالى عنهم، وادخلي الجنة.

 

 

وبهذا وصلنا ال ختام هذا النشاط  تفسير جزء عم 7 عبر   موقع هكذا