تفسير جزء عم 11

تفسير جزء عم 11

«سورة النازعات)
المفردات:

(النازعات): النزع: جذب الشيء بشدة، والمراد هنا الملائكة التي تنزع أرواح الكفار أي تقبضها، (غرقا): أي تفيضها بشدة وعنف. (الناشطات): النشط: الخفة والسرعة والمراد بها الملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين بخفة ويسر. (الرجف): شدة الاماراز (واحدة): مضطربة. (الحافرة): الطريق التي يرجع إليها مرة ثانية. (النخرة): البالية. (الكرة): الرجعة. (الزجرة): شدة الصباح من الزجر. (الساهرة): الأرض ذات اللمعان أو الفلاة.

المعنى الإجمالي:

يقسم الله تعالى بهذه المخلوقات، وقد ذهب الجمهور إلى أن المقصود منها الملائكة، فطائفة تقبض أرواح الكافرين بشدة، وطائفة تقبض أرواح المؤمنين بخفة، وطائفة تسبح في الكون؛ يسبق بعضها بعضا في تنفيذ أوامر الله.
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعاً بالغ الشدة والعسر. وقد تأكد قبض أرواح الكافرين بشدة في موضع آخر في القرآن الكريم في قوله تعالى: «ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق﴾ [الأنفال: 50]. وأقسم كذلك بالملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين بسهولة ويسر. روى ابن كثير عن ابن مسعود وغيره أن روح المؤمن تقبضها

 

الملائكة بسهولة وكأنما حلته من نشاط. أي مثل فك عقدة الحبل. (تفسير ابن كثير .(٤ / ٢٦٦

فالمدبرات أمراً: الملائكة تدبر بإذن ربها أمر الكون. وجواب القسم، لتبعثن. يوم ترجف الراجفة: النفخة الأولى، وهي نفخة الموت تتبعها الرادفة: النفخة الثانية التي يقوم فيها الخلق من قبورهم.

تفسير جزء عم 11

حال الناس يوم القيامة:

في هذا اليوم تكون قلوب كثيرة مضطربة خائفة، والأبصار خاشعة ذليلة، ويحدثنا القرآن عما يقوله المنكرون للبعث، فهم يقولون مستهزئين أإنا لمبعوثون بعد الموت إذا بليت عظامنا؟ ويمعنون في الاستهزاء، ويرد عليهم سبحانه بأنها لن تكون إلا صيحة واحدة، فإذا أنتم جميعا تهرعون إلى أرض المحشر.

قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون:

تحدث السورة النبي صلى الله عليه وسلم تسلية له وتثبيتاً للمؤمنين بطرف من قصة سيدنا موسى مع فرعون، فلست وحدك أيها النبي تلاقي العنت والإعراض، بل هذا شأن الأنبياء جميعاً، ومنهم موسى عليه الصلاة والسلام الذي لاقى من فرعون الشدة والإعراض والتهديد، كما يفعل أهل مكة ، ففرعون . وقد أعطى من أسباب القوة لم يعط أهل مكة ـ لم تغن عنه قوته شيئاً، وكذلك كل المكذبين بالرسل.

تفسير جزء عم 11

يقص الله تعالى قصة موسى، فيقول: قد عرفت شيئاً من خبر موسى، إذ ناداه الله في الواد المقدس طوى، بجانب الطور، وأمره بالذهاب إلى فرعون؛ لأنه تجاور الحد في الظلم، وأمره أن يقول له قولاً ليناً، وهذه
من دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
وهو شأن الدعاة، وأمره أن يبين له طريق التطهر، وطريق الخير، فيصير وهو أهل الخشية الذين يعظمون الله، وعرض على فرعون الآيات والمعجزات، ولكن فرعون لم يؤمن وأعلن تكذيبه، وسعى في تأليب الناس على موسى، وقال قولته الشنيعة: أنا ربكم الأعلى، فنكل به سبحانه النكال العظيم ليكون عبرة لغيره .

تفيسر جزء عم11
تفيسر جزء عم 11

الحديث مع منكري البعث.

ثم رجعت الآيات للحديث مع منكري البعث، لتلزمهم الحجة الساطعة بالمقارنة بين خلق السماء والأرض وبين خلق الإنسان وأن خلق السماء التي بناها بناءً محكماً، ورفعها فجعلها سوية ليس في خلقها نقص، وجعل ليلها مظلماً ونهارها مضيئاً.

وكذلك خلق الأرض فقد بسطها لتصلح لسكناكم، وأخرج منها الماء والمرعى لتلبية احتياجات الإنسان والحيوان.

ثم انتقلت الآيات للحديث عن يوم القيامة، وسمنها الطامة لأنها تظم أي: تغطي على ما سواها من الأهوال فلا شيء أعظم منها، وفي هذا اليوم يتذكر الإنسان ما عمل في دنياه، ولكن هذا التذكر لن يجدي شيئاً… فمن طغى وتجاوز الحد وأعرض عن الحق، فإن مصيره جهنم، أما من آمن وخشي ربه ولم تشغله دنياه فإن مأواه الجنة.

وتختم السورة ببيان أن هذه الساعة علمها عند الله تعالى، وأن مجيئها أمر محقق، وإنك يا محمد إنما أنت منذر من يخشى هذا اليوم ويستعد له، وهذا اليوم قريب جداً، فعندما يبعث الناس من قبورهم فإنهم يظنون أنهم لم يلبثوا إلا يوماً أو بعض يوم، ولذلك ينبغي على كل إنسان أن يسارع إلى الإيمان بالساعة والإعداد لها بالإيمان والعمل الصالح.

«سورة النبأ»

المفردات:

(غساقاً): الصديد، شراب الطاغين. (حميماً): ماء شديد الحرارة. (كواعب): جمع كاعب وهي ا الفتاة الشابة. (أتراباً): المتقاربات في السن. (دهاقاً): ممتلئة.

المعنى الإجمالي:

بدأت السورة الكريمة بالاستفهام الذي يدل على التعجب والتشويق، وفيه كذلك معنى الإنكار إذ أن الأمر واضح لا يحتاج لسؤال، والاستفهام عن الخبر العظيم وهو البعث، وقد حددت السورة أولئك المنكرين للبعث. وقد اشتملت السورة على الموضوعات الرئيسة التالي:

الأدلة على البعث:

ذكرت السورة أدلة كثيرة على البعث، فالله تعالى الذي مهد الأرض، وجعلها سهلة للحياة، وجعل الجبال أوتاداً للأرض لتثبت بها، وجعل النوم راحة لكم، وجعل الليل ساتراً لتسكنوا فيه، وجعل النهار سبباً لمعايشكم وأرزاقكم، لقادر على بعثكم.

وقد جعل سبحانه فوقكم سبع سماوات محكمة الصنع لا خلل فيها، وجعل لكم سراجاً، وهي الشمس وأنزل لكم من السحب الممطرة ماء غزيراً متتابعاً أخرج لكم به الأنواع المختلفةمن الحبوب، وأنواع النبات، والحدائق كثيرة الشجر تؤكل
ثمارها وتسر الناظرين.

اليوم الآخر:

اليوم الآخر هو يوم الفصل، يفصل فيه بين الخلائق، وفي هذا اليوم ينفخ في النفخة الثانية – فيأتي الناس زمراً وجماعات، وفي هذا اليوم تشقق السماوات وتتصدع، فيكون فيها شقوق كبيرة كأنها أبواب، وتنتقل الجبال من مكانها فتصير هباء.

مصير الطاغين ومصير المؤمنين:

تتحدث السورة عن مصير الطاغين، فجهنم ترصد الكافرين رصداً محكماً حتى لا يفلت منها أحد، وهذه جهنم أعدت للطاغين الذين تجاوزوا الحد، وسيلبثون

فيها أزماناً طويلة ليس لها نهاية، لا يذوقون فيها بردا تأنس به نفوسهم، ولا شراباً يطفئ ظمأهم، إلا الماء الشديد الحرارة، وكل ما هو مستقذر مما يخرج من الجروح والبثور والقيح.

وقد استحقوا هذا العذاب لعدم إيمانهم باليوم الآخر، ولتكذيبهم بآيات الله، ولذلك فقد حفظ الله كل شيء، من أعمالهم وسجلها حتى لا يضيع منها شيء حتى يذوقوا هذا العذاب بسببها، العذاب المستمر الذي لا ينقطع.

ثم تبين السورة جزاء المتقين، فهؤلاء لهم الفوز العظيم بالجنة، ولهم فيها بساتين ذات أشجار مختلفة، منها الأعناب، والحور العين، ولهم في الجنة كؤوساً ممتلئة بالشراب الطيب.

ويبين سبحانه أنهم لا يسمعون في الجنة كلاماً تافهاً، ولا كذباً، وقد جازاهم

الله بهذه المكارم فأعطاهم عطاء كافياً فلا يحتاجون إلى شيء.

وأخيراً بينت السورة الكريمة أن الله سبحانه هو المتصرف وحده في كل شيء، لا يقدر أحد أن يخاطبه إلا بإذنه حتى الملائكة المقربون، ويوم القيامة يقوم جبريل عليه السلام أمين الوحي وتقوم الملائكة صفوفاً لا يتكلم منهم أحد إلا من أذن له الرحمن بالتكلم… وتبين أن هذا اليوم حق، ولذلك على كل إنسان أن يخلص عذاب جهنم حتى لا يندم ويتمنى أن يكون تراباً.

وبهذا وصلنا الى ختام هذا النشاط ونتمنا ان نكون قد اوفينا بموضوع تفسير جزء عم 11   عبر  موقع هكذا