العب في نظريات علم النفس

العب في نظريات علم النفس

العب في نظريات علم النفس  لقد اهتم علم النفس بالعديد من الظواهر النفسية و السلوكية، و هذا الأمر كان سببا رئيسيا في نشوء عدد من المدارس المختلفة في هذا المجال، لكن هذه الاختلافات لم تمنع معظم المنظرين في هذا الميدان المعرفي من الاهتمام بدرجة أكثر بظواهر و أنشطة إنسانية بعينها، و قد يكون ذلك راجعا الى أهميتها في الحياة النفسية للفرد و درجة تأثيرها في توجيه الفعل و السلوك البشري. و تجدر الإشارة هنا الى اللعب كنشاط إنساني قد حضي باهتمام ملحوظ من طرف علماء النفس، مما أسفر عن وجود نظريات متباينة في مقاربتها لهذه الظاهرة، من حيث أهميتها في النمو الفكري والعاطفي والاجتماعي عند الأطفال، و كذا درجة تأثيرها في الحالة النفسية و المزاجية عند الكبار، إن ما هي التفسيرات النظرية للعب في علم النفس

العب في نظريات علم النفس

  العب في منظور التحليل النفسي:

يرى سيجموند فرويد أن ما يتحكم في السلوك الانساني هو كمية اللذة أو الألم التي يؤدي إليها هذا السلوك، بمعنى أن الفرد يسعى الى الخبرات التي تجلب اللذة و يتجنب تلك التي ينتج عنها الألم، و وفقا لهذا التصور فإن الواقع يكون قاسيا و مؤلما في الكثير من الحالات لأنه يتعارض مع مبدأ اللذة، لذلك فالهروب من قساوة الواقع يكون نحو اللعب و الأحلام و الخيال، باعتبار أن ما يحكم الأنشطة هو الرغبات و الميولات. و إذا كان الطفل يميز بين اللعب و الواقع، فإنه يستخدم أشياء و مواقف من العالم الواقعي ليخلق عالما خاصا به، يستطيع أن يتحكم فيه و يكرر الخبرات السارة حسبما يريد ويرغب، كما يمكنه أن ينظم الوقائع و يعدها على نحو يمكنه من بلوغ أكبر قدر من المتعة، فالبنت الصغيرة تمارس على عرائسها تلك السلطة التي في الواقع محروم منه.

العب في نظريات علم النفس
العب في نظريات علم النفس

  العب في نظريات التعلم:

تعتبر نظريات التعلم من النظريات الأكثر اهتمامًا باللعب كنشاط بشري ، وذلك لأهميتها في فهم التطور المعرفي والفكري للأطفال ، خاصة في سياق قيامهم بهذا النشاط.  ستنعكس القضية في تفسيراتهم للعبة.  لا شك أن احترام التدرج التاريخي لنظريات التعلم يُلزمنا بالبدء بالنظرية السلوكية ، وقد عُرفت الأخيرة بنظرتها الميكانيكية للسلوك البشري ، وعرفتها وفق آلية ثابتة تحكمها ثنائية: التحفيز-الاستجابة ،  وبناءً عليه تفسيره للعب ، بحيث تكون دراسة الفضول الانتباه في عملية التعلم منفذاً مهماً للعبور كاستجابة للحداثة والتغيير.  في نفس السياق ، يعتقد بيرلين أن ما يستلزم أنشطة البحث والاستكشاف والمعالجة هو تمييز عملية التنبيه بالحداثة والتغيير وإثارة المفاجأة والتباين والصراع والتكوين.  وعدم اليقين والاستكشاف يؤديان إلى انخفاض في هذه الاستثارة.

و هناك تفسيرات أخرى مفادها أن الكائنات العضوية قد تحتاج الى قدرا أمثل من الأثارة أو التنبيه أكثر من حاجتها الى خفض الدافع، و تيعا لذلك فإن انخفاض مستوى التنبيه بشكل كبير يدفعها الى رفعه و العكس يصح، و لربما أن الاستكشاف أو اللعب يخفض هذه الاستثارة.

عرفت نظرية الجشطلت بتركيزها على المجال والأدراك الكلي في بناء التعلم، و وفقا لذلك فإن الطفل يتحدد اتجاه أفعاله بواسطة التكافؤات الإيجابية و السلبية في المجال السيكولوجي، و بالتالي فإن الاقتراب من اللعبة يكون نتيجة لمكافئها الإيجابي، أما إذا كانت قيمتها سلبية فيعقبها الانسحاب، و ما يميز سلوك اللعب عند الطفل هو الخلط بين الواقع و الرغبات، و مرد ذلك الى رغبته في القيام بما يشاء و الحصول على كل ما يرغب فيه،

حتى و إن كان ذلك في الخيال فقط.اللعب في نظرية بيجيه:

تعطي نظرية بياجيه دورًا بيولوجيًا تلعبه ، من خلال النظر إليها على أنها تكرار وتجربة نشطة ، تجسد مواقف وخبرات جديدة ، وتعبر عن نمو الأنشطة بالتوازي مع النمو البدني ، لذلك عادة ما يعدل الطفل الرموز والمعتقدات الفردية في  بشكل مستمر وبالتعاون مع الآخرين.  حتى يصبح استخدام الرموز أكثر منطقية وموضوعية ، وتصبح اللعبة محكومة بنظام من القواعد والقوانين ، ويحل اللعب المقنن محل اللعب التخيلي الفردي والرمزي ، وهنا يصبح متكيفًا مع الواقع وهادفًا.

وبهذا وصلنا الى ختام هذا النشاط عبر موقع هكذا